
تنمية الأسرة العربية
الديباجة:
إن الأسرة هي النواة الأولى واللبنة الأولى في بناء المجتمع الإنساني ، وهي أساس الاستقرار في الحياة الاجتماعية، وهي ضرورة حتمية لبقاء الجنس البشري ودوام الوجود الاجتماعي، وهي المؤسسة الاجتماعية الأولى التي تضع الإطار العام الذي يحدد تصرفات أفرادها ويهذبها وفق منظومة القيم الأخلاقية والاجتماعية والتربوية والدينية والثقافية والسلوكية والأيديولوجية لكل مجتمع .
وتولي الدول العربية الأسرة أهمية كبيرة لكونها الوسط الاجتماعي الرئيسي في عملية التنشئة الاجتماعية للفرد وتكوين شخصيته وعواطفه وميوله واتجاهاته الفكرية والجمالية والقيمية والأخلاقية والثقافية والسلوكية ، التي تهذب السلوك الإنساني وتجعله ينسجم مع منظومة القيم الأخلاقية والدينية والثقافية والاجتماعية الناظمة للمجتمع الذي نشئ فيه الفرد.
ولهذا تسعى الدول العربية إلى الاهتمام بالأسرة من جميع النواحي كدعم أنماط الحياة الصحية للأسر، وتعزيز الوقاية الصحية، وتشجيع اللياقة البدنية، وتعزيز الثقافة البيئية، ومعالجة للمعوقات الاجتماعية، وتعزيز قدرات المرأة لتمكينها من المساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للأسرة والمجتمع، وتأسيس مراكز تنمية المهارات وإعداد برامج وأنشطة تخص الأطفال والشباب، وتطوير قدراتهم الثقافية والسلوكية والاستفادة من خبرات المسنين لأجل حياة أسرية مستقرة. أخيراً، الأسرة هي الخلية الحية في كيان المجتمع البشري، تحيط بها تيارات مختلفة قد تكون إيجابية بناءة، وقد تكون سلبية هدامة ما يهدد المجتمع كله. والأسرة تتكون من الأب والأم والأولاد أو الزوج والزوجة فقط، وكل فرد في الأسرة له دور فعال في حفظ كيان الأسرة، حيث يؤثر فيها ويتأثر بها .. والأبوة اليقظة والقلب المفتوح حماية للأبناء وبناء لمستقبلهم، فإحساس الأبناء بالحب يحميهم من أي انفعال عاطفي طائش ربما يعرضهم للهلاك. فالأبناء دوماً في حاجة للالتزام والانضباط كي لا تتسيب الأمور.
احدث التعليقات