بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق العالم على أبدع مثال، ونظم أحواله بمعارف أرباب العلوم والآداب حتى بلغ حد الكمال. نحمده سبحانه وهو القائل في محكم تنزيله: ( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً) (البقرة 26 ) وأصلي وأسلم على خير خلقه سيد ولد آدم، أفصح العرب لساناً وأعظمهم بياناً القائل عليه الصلاة والسلام : ” أدبني ربي فأحسن تأديبي ” أما بعد:
فقد جعل الله تعالى أهل الشريعة والحكمة والرأي والأدب والفكر في أشرف الجهات فبهم تنتظم للأمة محاسنها وتستقيم أمورها، وبنصائحهم يصلح الله للخلق سلطانهم ويعمر بلدانهم، ولقد نالوا في هذا البلد الغالي (تركيا) كل التقدير والإجلال.
ولتحقيق ذلك والحفاظ عليه والرفع من شأن أهل الفكر والأدب والرأي والحكمة سعت (جامعة سليمان الدولية) لإنشاء كلية الدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية فتحقق ذلك بحمد الله عام 2007م، لتلبي احتياجات الجمهورية التركية للكفاءات العلمية الوطنية المؤهلة التي تعنى بالإنسان وما تتطلبه صياغته الذهنية والروحية والاجتماعية.
و تسعى الكلية إلى بلورة رؤية الجامعة القائمة على الجمع بين الأصالة والمعاصرة ، بتزويد الدارسين بالأساس العلمي والمعرفي وبالمهارات العلمية والعملية فيما يتعلق بالعلوم الشرعية ليكونوا معلمين ، وباحثين، وقضاة ،وفقهاء، ودعاةً ناجحين، ممتلكين لمهارات البحث العلمي، وخدمة المجتمع ،كما تسعى الكلية إلى إعداد الشخصية العلمية المتوازنة القادرة على التفاعل مع المتغيرات المعاصرة على نحو إيجابي ، وذلك بتعزيز منهج الوسطية والاعتدال في ضوء نصوص الوحي، وتعزيز قيم الانتماء عند الطلبة لدينهم وأمتهم وأوطانهم والمحافظة على أمنها واستقرارها.
وقد وفرت الجامعة كل ما من شأنه أن يحقق رسالتها من هيئة تدريسية متميزة، وهيئة إدارية مؤهلة ووسائل تقنية حديثة ومكتبات عامرة بالمراجع العلمية، إضافة إلى تشجيع هيئة التدريس على البحث العلمي ودعم مشاركاتهم في المؤتمرات المحلية والإقليمية والعالمية، وحثهم على خدمة مجتمعهم.
وتمنح الكلية درجة البكالوريوس بنظامي الانتظام والانتساب كما تمنح درجة الماجستير ودرجة الدكتوراه في بعض تخصصاتها، وما كان ذلك كله ليتحقق لولا فضل الله تعالى أولاً وأخيراً ثم توجيه ودعم ولاة الأمر في هذا البلد المعطاء، وإدارة الجامعة العليا ممثلة بمعالي مديرها الأستاذ الدكتور مصعب الجمل – حفظه الله – وأصحاب السعادة وكلائها وجهود المخلصين من مختلف إداراتها أجزل الله لهم جميعاً الأجر والمثوبة.
ولا أملك إلا أن أتقدم لهم جميعاً بوافر الشكر وعظيم الامتنان سائلاً المولى عز وجل أن يأخذ بأيدينا جميعاً نحو المزيد من التوفيق والفلاح.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
عميد كلية الدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية
د. محمود بن عبد الحميد الأحمد