الإعلام وسيلة موجودة منذ القدم بصورة بسيطة، وقد تطورت عبر الأجيال لتصل إلى ما وصلت عليه في العصر الحالي، وقد اتخذت أساليب ومَجرى متطور آخر يتماشى مع درجة تطور المجتمع. للإعلام أهمية كبيرة جعلت منه السلطة الرابعة في أي بلد، واليوم تزداد هذه الاهمية خطوة وضرورة وذلك نظرا الى محاولات أطراف مختلفة الاستفادة من الاعلام كحربة لتمرير مخططاتها وتحقيق مكاسب وغايات خاصة تلبية لمصالحهم ومنافعهم في السلطة والتوسع. كما شهدناه ونشهده في ثورة الربيع العربي كيف تحولت بعض القنوات والاذاعات والصحف ومجلات إلى أداة لاستخدامات مختلفة منها إسقاط حكام وافتعال حروب وتدمير اقتصاد البلاد وقتل وتشريد مئات الالاف من البشر، وذلك بهدف إبقاء أحد ما في السلطة وإسقاط آخرين وتغير نظام الحكم في البلاد حسب مصالح ومنافع بعض القوى الدولية والاقليمية تاركين الشعوب في ضياع وفوضى وآخر ما يمكن التفكير بهم.
الاعلام أصبح له دور كبير في أي خطوات تتخذه حكومات سواء اقتصادية، سياسية، عسكرية، ثقافية، أو حتى في حروبها فهي قبل كل شيء تبدأ من الاعلام حملة بروبغندا لسياساتها لتأثير على الرأي العام والمجتمع وأخذ تفويض وتأييد من المجتمع والرأي العام العالمي بشأن الخطوة التي سيتخذها. حيث تلعب وسائل الإعلام دور حيوي ومميز في كافة المجتمعات فهي التي يعتمد عليها الفرد في التعرف على كافة الأخبار سواء السياسية أو الاقتصادية أو غير ذلك.
تعتبر وسائل الإعلام بمختلف أنواعها المصدر الأكثر أهمية في الحصول على المعلومات بالنسبة للغالبية العظمى من الناس، سواء كان ذلك من خلال الراديو، أو التلفاز، أو الصحف، أو غيرها من وسائل الإعلام المختلفة، حيث تعمل على نشر الأخبار على أوسع نطاقٍ جماهيري ممكن، لذلك أصبحت المصدر الأساسي المعتمد من قبل غالبية الناس في الحصول على المعلومات والأخبار المختلفة، فهي تعتبر مصدراً أساسياً للأخبار السياسية، كما أنّها مصدر للمعلومات الترفيهية كمتابعة البرامج التلفزيونية، ومشاهدة الأفلام بشتى أنواعها، بالإضافة إلى أهميتها الكبيرة في توفير البرامج التعليمية المختلفة، ويمكن معرفة ثقافة دولةٍ وسكانها من خلال مشاهدة وسائل الإعلام لتلك الدولة وتحليلها والتفاعل معها.
كتعريف لمفهوم الإعلام تعتبر متابعة الأخبار اليومية، ومشاهدة بعض البرامج الترفيهية، والمسابقات، بالإضافة إلى الإعلانات، وغيرها مضامين إعلامية تبثُّ للمجتمع؛ بهدف الترفيه، والتعليم، والاطِّلاع، والتثقيف، حيث نشاهدها يومياً حين عرضها باستخدام الوسائل الإعلامية المتنوِعة.
إن صناعة الإعلام تقتضي تبنِي عدد من المضامين، والرسائل المتنوعة، والمضيِ قدماً في إنتاج، وترويج، ونمذجة هذه المضامين ضمن قوالب محددة، بحيث تشمل شرائح المجتمع بكافة اهتماماتهم؛ حيث إن بعض المضامين تتطلَّب أن تكون على شكل برنامج تلفزيوني، وأخرى تكون على هيئة حملة ترويجية في المجلّات، والصحف، وهنا يأتي دور وسائل الإعلام، والمتمثل بطبيعة كل وسيلة، ومتطلَّباتها، وما يتناسب معها، وفئة الجمهور المقصود، والمعني بمشاهدة هذا المحتوى الإعلامي، ومن الجدير بالذكر أن نجاح الرسالة الإعلامية يقاس بمدى تأثُّر الجمهور بها، فِكرياً، وعملياً؛ لأنّ الرسائل الإعلامية تحمل في جوفها مضامين متعددة تم بناؤها بأسلوب متقن؛ لإيصال تلك الرسالة، وتمرير مضمونها بشكل غير مباشر في أغلب الأحيان. والوسيلة الإعلامية الفاعلة، والمهمة، هي تلك الوسيلة التي تحقِّق أعلى نِسب الانتشار، والتأثير في المجتمع، وهذا يتطلَّب دراسة متعمِقة، وفهماً للمجتمع، والإعلام في آن معاً؛ فوسائل الإعلام ليست مؤسسات معزولة عن مجتمعها، كما لا يمكن أن تنجح وسيلة إعلامية دون العمل على نسج المضامين، والرسائل بأسلوب العرض المقنع، والمشوق للفئة الجماهيرية المعنية بها، ويعتبَر تعدد وسائل الإعلام، وتنوع أنماط عرضها للمحتوى دليلاً على تنوع الجماهير؛ إذ إن لكل فئة جماهيرية في المجتمع ما ينسجم معها من قنوات، وصحف، ومجلات، وإذاعات، فمحصِلة هذه العملية الاتِّصالية بين منشئي المحتوى، والمتلقِّين له هو تنمية شعور، أو سلوك معين نحو الرسالة المقدمة، حيث إن الإعلام يروج فكرة، أو منتجاً، أو قناعة ما، والجمهور يبدأ بتبني هذه القناعة تدريجياً.
بات وبشكل رئيسي تعتمد العديد من المؤسسات والهيئات الحكومية والمنظمات والأحزاب على نشر أعمالها والترويج لها من خلال وسائل الإعلام، حيث يتم استخدام وسائل الإعلام في الإعلان عن المنتجات والخدمات، والتي تساعد في التأثير على الوعي العام وتصورات الأفراد وأفكارهم، مثل حثهم على شراء منتجاتٍ معينة، أو التأثير على قراراتهم في التصويت، كما تؤثر وسائل الإعلام بشكلٍ كبيرٍ على العلامات التجارية، وسمعة الشركات أو المؤسسات وصورتها أمام الناس، ممّا يساهم بالتأثير على نجاح حملاتها الترويجية.
إن أهمية الإعلام كمصدر لتلقِّي المعلومة تتزايد قيمة الوسائل الإعلامية؛ لأنها تعد مصدراً لتلقِّي المعلومة، والخبر؛ فالمهتم بالشؤون السياسيّة يعتمد على متابعة الإعلام، وذلك أمر مشابه للمهتم بالرياضة، والاقتصاد، والصحة، والموضة، والثقافة، والفن، والتقنية، وريادة الأعمال، والكثير من المجالات التي تستقي معلوماتها، وآخر أخبارها من الإعلام، وخاصة الإعلام الجديد، علماً بأن دورها المهم لا يتوقَف عند نقل الأخبار فقط، بل يتعدّاه لتصبح أيضاً أداة ناقلة لصوت الشعوب، ومسائلة لصناع السياسات في دوائر صنع القرار عن أولوياتهم، إلا أن ذلك يتطلب شفافية عالية من وسائل الإعلام، وتبَنٍ لقضايا المجتمع، والإنسان، وهذا يحملها مسؤولية مضاعفة على صعيد مصداقيّتها؛ فالإعلام يمكن أن يكون منبراً للرسائل العادلة التي تعود بالنفع على المجتمع، وقد يُحرِّض بشكل غير مباشر على الكراهيّة، والعنصرية، أو قد يكون أداة؛ لنشر الأكاذيب، والتضليل الإعلاميّ، وقد ساهمت شبكات التواصل الاجتماعي في تمكين حرية التعبير، وأتاحت لمستخدميها إيصال آرائهم، وتوضيح ردود أفعالهم إزاء خبر ما، بالإضافة إلى أنها قد تكون مؤسسة إعلامية تتبنَّى سياسة تحريرية معينة.
أهمية الإعلام في تنمية المجتمع أشادت منظَّمة الأُمَم المتحِدة اليونسكو بدور الإعلام الحر الذي يؤمن بتعدد وجهات النظر، وحرية التعبير بوصفها إحدى أهم أدوات تعزيز الشفافية في المجتمع، وإحدى ركائز التنمية السياسية، والثقافية، وهذا بلا شك يضاعف أهمية الدور الذي تؤديه وسائل الإعلام، ويعلي من شأنها على الصعيد السياسي، والمجتمعي، علماً بأنّه لا بد أن تساندها في تحقيق ذلك السياسات الرامية إلى تحقيق حرية التعبير لفئات المجتمع، وضبط سبل التعبير عن الرأي بقوانين تحافظ على سلامة المجتمع دون المساس بحرياته التي يضمنها له القانون، ومن الجدير بالذكر أن تلك العملية الإنمائية بمختلف محاورها تساهم في توعية المجتمع، ونبذ العنف، والتطرف؛ إذ إن المجتمع الواعي يمتلك مناعة ذاتية ضد التطرف، وذلك يبشِّر بحياة أفضل لكافّة فئات المجتمع، بالإضافة إلى الحياة السياسية المستقرة؛ لتسود الثقة، وتكون متبادلة بين الشعب، والحكومة، والإعلام. كثير من وسائل الإعلام تقوم بدورٍ هام جداً في مجال عرض المعلومات والأخبار المختلفة التي تهم المواطنين؛ فكثير من الناس يتلقّى معلوماته وأخباره من قنوات التلفاز، فهي تشكل مرجعية بلا شك، ومصدر موثوق للمعلومة والخبر، وخاصةً إذا دعمت تلك الأخبار بالصورة التي هي أصدق تعبير عن الأحداث والمواقف. يرى الإعلاميون أن الإعلام صديق لجميع الفنون وجميع مسارات الحياة، سواء كانت فنية، أو رياضية، أو تاريخية، أو سياسية، فالإعلام يوثقها ويوظِّف هذه العلوم في إطاره ووسائله. يمكن ملاحظة أن لكل فئة عمرية ميول خاص ومعين؛ إذ إن كبار السن يهتمون بالقضايا السياسية أكثر من غيرهم، ويفضل الشباب الفن والرياضة بشكل خاص، وللأطفال دور كذلك في العديد من المجالات الترفيهية والتعليمية. والاعلام أداة من أدوات التسويق السياسية الخارجية للحكومات، وللتعبير عن مواقفها واتجاهاتها؛ هناك الكثير من الأنظمة والحكومات التي تتبنى إنشاء محطّات تلفزيونية تعود ملكيتها إليها، وتعبر عن سياستها ومواقفها تجاه مختلف القضايا العالمية والمحلية. وهي أداة للإعلان التجاري والتسويق: فكثيرًا ما تستخدم رجال الأعمال وأصحاب الشركات وسائل الإعلام المختلفة في تسويق منتجاتهم وأعمالهم، وبسبب سعة انتشار وسائل الإعلام ودخولها لكل بيت، فإن ذلك يعود بالفائدة الكبيرة من جراء الإعلانات التجارية، كما تشكل الصحف بما تحتويه من إعلانات توظيفٍ وسيلةً للقضاء على البطالة وتوظيف العاملين. فمثلاً، التسويق عبر وسائل الإعلام الاجتماعية أصبح من أهم الأمور، إذ إن هذه الوسائل أصبحت في متناول الجميع ويسهل الوصول إليها، مما يجعلها من أقوى الأسلحة التسويقية في العصر الحالي. أداة للتثقيف والتوجيه: فبما تحتويه وسائل الإعلام من برامج مختلفة تساهم بشكلٍ كبير في تثقيف الناس بأمور تهمهم في حياتهم، كما توجه الكثير من الناس إلى حسن التصرف في كثيرٍ من الأمور الحياتية من صحة وتكنولوجيا وغير ذلك. الترفيه عن الناس: وذلك من خلال برامج المسابقات والمسلسلات الهادفة التي تعرض من خلالها وغير ذلك، إذ إن هنالك العديد من القنوات التلفزيونية التي تسهم وبشكل كبير في إثراء المحتوى الإعلامي وجعله أفضل مما سبق عن طريق ابتكار أساليب تسهم في الترفيه والتثقيف في وقت واحد. الآن أصبح الجميع يتّفق على أن وسائل الإعلام لعبت دوراً كبيراً، وشكلت محوراً أساسياً في العديد من الأمور وفي مختلف المجالات، وأن وجودها أصبح أمراً مهماً للعديد من الفئات العمرية بمختلف وسائل انتقالها التي تكون غالباً عن طريق التلفاز، والراديو، والأجهزة الذكية. قُوة وسائل الإعلام لا يخفى على أحدٍ دور وسائل الإعلام المختلفة وتأثيرها الكبير في الوقت الراهن في المشهد السياسي والاقتصادي العالمي، وقد أدركت كثير من الدول والأنظمة أهمية وسائل الإعلام، فأولتها اهتماماً خاصّاً حتى تبنت إنشاء محطّات فضائية تُعبر عن سياستها الخارجية وتسوق لأفكارها وثقافتها. ولا يخفى على أحد أنّها أصبحت من الأمور المؤثّرة والتي قد تزرع الرعب في بعض الأحيان، وقد تطمئن القلوب في أحيان أُخرى، وهي التي تسهل على الأشخاص التواصل والوصول إلى المعلومة.
إن وسائل الإعلام تشمل كل وسيلة يتم فيها عرض المعلومة أو الصورة أو الخبر وتوجيهها للمشاهد والمتلقي، ووسائل الإعلام تتنوع في كيفية صدورها وماهيتها؛ فمنها ما تكون مقروءة مثل الصحف والمجلّات والنشرات الإعلامية وغير ذلك، ومنها ما تكون مشاهَدة ومرئية مثل التلفاز والإنترنت، ومنها ما تكون مسموعة مثل المحطّات الإذاعية. واجهت وسائل الإعلام هَجمات كثيرة بسبب قلة مصداقيّتها في بعض الأحيان، مما أدى إلى ابتعاد الناس عن هذه الوسائل في أوقات عديدة. في عام 2012 تم إجراء استطلاع سئل فيه الرأي العام عن مدى مصداقيّة وسائل الإعلام وكانت النّتيجة أن 6 من أصل 10 من الأشخاص لا يثقون بها. وذلك بسبب عدم مصداقيتها في توجهاتها ونشر الخبر في الامور التي تتعلق بمصير الشعوب خلال فترة انتفاضة الشعوب المطالبة بالحرية وحقوقهم المشروعة وحتى اللحظة هناك بعض القنوات ووسائل الاعلام تلعب دور كبيراً في تحريف وتزوير الحقائق بحق الشعوب ومجتمعات التي تطالب بحقوقها وحريتها المشروعة.