تخصص علم الاعلام هو اختصاص يدرس الظاهرة الإعلامية والاتصال وتطورها عبر العصور، ويبحث في النظريات الإعلامية والاتصال بشكل ذو طابع أكاديمي، نظري وبحثي. وتتضمن الحقول الفرعية التي يتناولها التخصص؛ مفهوم الاعلام والاتصال، والفلسفة الاعلامية، والنظرية الاعلامية، والأنظمة الاعلامية، ووسائل الاتصال، والحريات الاعلامية، وحقوق الإنسان والإدارة الإعلامية واستراتيجيات الاعلام والإخراج الاعلامي. وتتداخل العلوم الإعلامية مع العلوم الأخرى بشكل وثيق؛ كعلم الاقتصاد، وعلم التاريخ، وعلم الاجتماع، وعلم الجغرافيا، وعلم النفس.
لا يخفى على بال أحد ما للمعرفة الاعلامية وما يرتبط بها من نظريات وتحليلات ورؤى استشرافية من أهمية بالغة في عالم اليوم لما تشهده مجتمعاتنا من تغيرات مستمرة وحراك دائم سواء على صعيد الداخل، والتي تتمثل بالتحولات الاقتصادية والاجتماعية وتفاعل القوى السياسية فيما بينها أو على صعيد الخارج، والتي تتجسد بما يحيط بالدولة من تطورات اقليمية ودولية تمس صميم مصالحها وأهدافها، وهنا تبرز ضرورة وجود تخصص علمي يأخذ على عاتقه رصد ومتابعة وتحليل هذه المتغيرات إعلامياً بعقل منفتح وذهن مبتكر لتشخيص الاسباب وطرح المعالجات والحلول لإرشاد صناع القرار والرأي نحو جادة الصواب بعيدا عن العشوائية والضبابية في الاختيار، وهذه هي الغاية من إنشاء هذا التخصص بأن يكون سندا اعلامياً معرفياً وظهيراً عملياً لرجال الدولة وصناع قراراتها في بحثهم الدؤوب عن السياسات الإعلامية المثلى التي تحقق الاستقرار والتنمية والسلام الداخلي.
يعتبر علم الاعلام أحد أهم الأدوات لتقوية مؤسسات الدولة، والاعتماد على أساليب وأنماط جديدة تساهم في بناء مجتمع قائم على السلوك الحضاري، وتكوين نخبة علمية مثقفة لا تكتفي فقط بالأطر المفاهيمية والنظرية فقط، بل تشارك في الحياة الإعلامية والسياسية من خلال انخراطها في مجمل المؤسسات، سواء الرسمية أو غير الرسمية؛ مما يستدعى الاهتمام البالغ بهذا العلم، وفتح المجال أمام الباحثين والمتخصصين في صياغة خطط وبرامج اعلامية تقدر على مواكبة الظواهر والحد منها.
وبناء على ما سبق، تسعى كلية العلوم الاعلام في جامعة سليمان الدولية بمواردها البشرية وبمواردها المعرفية المتاحة إلى أن تكون نموذجا معياريا لتخصص علمي يمزج ما بين المبادئ النظرية والتجارب العملية بهدف تقديم رؤية متكاملة قادرة على أن تحيط بكافة أبعاد الظاهرة الاعلامية.




