أهمية العلوم السياسية

إن غاية دراسة علم السياسة هي كيفية تنظيم البشر بشكل أفضل من أجل تحقيق السلام والسعادة الأكثر في حياتهم. كانت هذه وجهة النظر المقبولة لدور علم السياسة منذ وقت الكونفوشيوسية. من أجل تحسين العالم، يجب على الفرد أن يُحسن البلد؛ ومن أجل تحسين البلد، يجب على الفرد أن يُحسن الشعب، ومن أجل تحسين الشعب، يتوجب تحسين الفرد. إذا استطاع الفرد إتقان نفسه، تتجه العائلة إلى الكمال؛ ومن العائلة ينتقل التأثير الشعب؛ ومن ثم من الشعب إلى البلد وإلى العالم. إن دراسة المقارنة المجردة للدساتير السياسية للبلدان المختلفة وأحزابها السياسية وعاداتها من المستحيل أن تساعد الإنسان في التحسن كإنسان. ولذا، إذا كان مجال علم السياسة مقيد فقط بهذا النوع من الدراسة، ستهزم الغاية الحقيقية لعلم السياسة. يكشف التأمل الإمكانيات المستترة ويحسن قدرة الإنسان في كل مسالك الحياة. لذلك، يبدو من المستحيل التجاهل بأن ممارسة التأمل يجب أن تضاف إلى دراسة علم السياسة. بمعرفة التنظيمات إضافة إلى تطوير الإمكانيات المستترة الداخلية، ينمو الإنسان في بالصفات والقدرات الأفضل. هذا ما سيحقق غاية دراسة علم السياسة، ويكمل وينجز مجاله الأوسع. لذلك، من المقترح إضافة بضع الدقائق يوميا من التأمل التجاوزي إلى دراسة علم السياسة.
سيبقى علم السياسة أداة النخب الاجتماعية لتدبر المشكلات التي تواجه المجتمعات، والتي يولدها التطور، ولهذا هو علم متطور، تضيف إليه الحياة كل يوم جديدا، خلاصة التجربة الإنسانية المحلية والدولية في إدارة شؤون الناس. يكتسب هذا العلم أهمية خاصة في هذا الظرف العاصف الذي يعيشه العرب في كل أمصارهم من محيطهم إلى خليجهم إنه الأداة التي تضيء الطريق لوضع الأمر موضع الخلاف بين الجماعات المتنازعة في المكان الصحيح، والوصول إلى حلول لمشكلاتها يرى فيها الجميع انها تخدمه. علم السياسة هو الوسيلة لوضع القطار على السكة الصحيحة، لأنه يعلمهم طريقة إدارة شؤونهم لخيرهم جميعا وفي هذا نجاتهم من جحيم دنياهم.
يعتبر علم السياسة الأقرب لتسيير شؤون الحكم، والتخطيط لبناء برامج تنموية هادفة تساهم في معالجة الظواهر السلبية المعيقة للتنمية بجميع أشكالها.

كلية العلوم السياسية

إحصائيات الكلية

0
برامج الدكتوراه
0
برامج الماجستير
0
برامج البكالوريوس
0
المقررات الدراسية